يعد الإدماج المجدي للشباب أمرًا أساسيًا للالتزام بـ «عدم ترك أحد خلف الركب» وهو ما يمثل جوهر خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة الخاصة بها. ويُبرز الهدف 16 من أهداف التنمية المستدامة على وجه التحديد الدور الأساسي الذي يؤديه الشباب في النهوض بالمجتمعات السلمية والعادلة والشاملة للجميع.
- أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، أجندة جديدة للسلام
معالم رئيسية لعمليات السلام الشاملة للشباب
لماذا الشباب؟
لقد أوجد الشباب وسائل بنّاءة وبديلة لحل النزاعات. ولكن، على الرغم من أن طريقة تفكيرهم بشأن السلام طويلة الأجل ورغم تركيزهم على القضايا العادلة التي تقوم عليها المجتمعات السليمة والسلمية والمنصفة، نادرًا ما يتم إشراكهم كشركاء استراتيجيين رئيسيين في عمليات الوساطة. وإذ ندرك أن الأجيال الشابة سترث وتواجه في نهاية المطاف الواقع المعاش والنتائج المترتبة على اتفاقات السلام وتنفيذها، فمن الأهمية بمكان أن يتم إشراكهم أيضًا كجهات فاعلة في عمليات السلام. فأصوات الشباب المتنوعة هي المفتاح في إيصال أصوات الشباب المتعددة الأوجه والمتداخلة في عمليات السلام.
يجب على الجهات الفاعلة المشاركة في عمليات السلام أن تذهب إلى ما هو أبعد من اعتبار الشباب مجرد مستفيدين من هذه العمليات، بل يجب أن تعترف بهم كشركاء ضروريين وقادة مشاركين أساسيين في منع نشوب النزاعات وبناء السلام وإعادة بناء مجتمعات عادلة وشاملة للجميع.
«يمكن لمشاركة الشباب أن تزيد من شرعية عمليات السلام واستدامتها. لكنّ الانتقال من الإقصاء إلى الإدماج المجدي يتطلب منا تغيير المعايير والممارسات والنُهج والمواقف، والاعتراف بالشباب كجهات فاعلة متساوية وقوية يمكنها الإسهام إيجابًا في جميع خطوات عمليات السلام وكافة جوانبها».
- أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، مقدمة تقرير "نحن هنا"
المشاريع والتعاون
«جميعنا في قارب واحد»: تفعيل خطة عمل الاستراتيجية الخمسية لعمليات السلام الشاملة للشباب
أدى المؤتمر العالمي الرفيع المستوى المعني بعمليات السلام الشاملة للشباب في كانون الثاني/يناير 2022 إلى إطلاق خطة العمل الاستراتيجية الخمسية لعمليات السلام الشاملة للشباب. وقد شارك في وضع خطة العمل الاستراتيجية المستقلة كل من مكتب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة المعني بالشباب، ووحدة دعم الوساطة التابعة لإدارة الشؤون السياسية وبناء السلام في الأمم المتحدة، ومنظمة البحث عن أرضية مشتركة بالتعاون مع مختلف الأطراف المعنية، بما في ذلك بناة السلام الشباب، ووحدات دعم الوساطة في المنظمات الدولية والإقليمية ودون الإقليمية، فضلاً عن الممارسين ذوي الخبرة في عمليات السلام.
توفر الوثيقة إطار عمل للحكومات، والجهات الفاعلة السياسية من غير الدول، والمنظمات الإقليمية والدولية، والمجتمع المدني، والشباب للانتقال من المعايير الشاملة للشباب إلى الممارسات الشاملة للشباب بحلول عام 2026. وهي تدعو بشكل خاص جميع المؤسسات المنخرطة في عمليات السلام والوساطة إلى تصميم وتنفيذ عمليات سلام شاملة للشباب، ومستجيبة لاحتياجات الشباب وواقعهم، ومدعومة بأطر السياسات والهياكل التنظيمية والموارد ذات الصلة لدعم هذه الجهود.
يستند الإطار الاستراتيجي إلى أربعة مسارات مترابطة: إضفاء الطابع المؤسسي والسياسات، وتعزيز القدرات، والحلول المعرفية، ومجتمع الممارسة والشراكات. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الاستراتيجية إلى تعميم القضايا الرئيسية، مثل الحماية، والنوع الاجتماعي، والموارد، والتواصل والابتكار في الاستراتيجية (انظر الرسم البياني).
لتوجيه عملية النهوض بالاستراتيجية الخمسية، تم إنشاء فريق توجيهي دولي (ISG) في شباط/فبراير 2023. ويشترك في رئاسة الفريق التوجيهي الدولي مكتب الأمم المتحدة للشباب (مكتب الأمم المتحدة للشباب، مكتب مبعوث الأمين العام للشباب سابقًا) وإدارة الشؤون السياسية وبناء السلام ومنظمة البحث عن أرضية مشتركة. ويعمل هذا الفريق كمنبر لتبادل أفضل الممارسات مع دعم وتوجيه المبادرات لتنفيذ الاستراتيجية الخمسية. ويتألف الفريق التوجيهي الدولي من 23 عضوًا بما في ذلك منظمات الشباب، والمجتمع المدني، وممثلو المنظمات الإقليمية والدولية، وكيانات الأمم المتحدة، والخبراء والأوساط الأكاديمية.