صورة الأمم المتحدة: دنكان مور
تُستمد أدوار المساعي الحميدة والوساطة التي يضطلع بها الأمين العام في منع نشوب النزاعات وتسويتها بالوسائل السلمية من الميثاق، وقد تطورت من خلال الممارسة الواسعة النطاق. يمكن الاضطلاع بهذه الأدوار بمبادرةٍ من الأمين العام نفسه، أو استجابةً لطلب طرف أو أكثر من أطراف النزاع، أو نتيجة لطلب من مجلس الأمن أو الجمعية العامة.
تنص المادة 98 من الميثاق على أن الأمين العام، بالإضافة إلى عمله بهذه الصفة في كل اجتماعات الجمعية العامة، ومجلس الأمن، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي ومجلس الوصاية «يقوم بالوظائف الأخرى التي تكلها إليه هذه الفروع». وغالبًا ما تشمل هذه الوظائف مهامًا تتعلق بمنع نشوب النزاعات وتسويتها بالوسائل السلمية.
تنص المادة 99 من الميثاق على أنه يجوز للأمين العام «أن ينبِّه مجلس الأمن إلى أية مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والآمن الدوليين».

اسكندر ديبيبي/ الأمم المتحدةs
وقد تطور دور الأمين العام كجهة فاعلة هامة في صنع السلام من خلال الممارسة الواسعة النطاق. ويشمل نطاق الأنشطة التي يضطلع بها الأمين العام المساعي الحميدة، والوساطة، والتيسير، وعمليات الحوار وحتى التحكيم.
قد يتخذ الأمين العام الإجراءات بنفسه أو يعيِّن ممثلين ومبعوثين خاصين للقيام بالمساعي الحميدة والوساطة نيابة عنه. كما يشارك العديد من ممثلي الأمين العام في محادثات السلام أو الجهود الدبلوماسية في الأزمات أثناء إشرافهم على بعثات الأمم المتحدة السياسية أو بعثات حفظ السلام في الميدان التي قد تكلَّف بمهام مساعدة الدول والمناطق على حل النزاعات والتوترات بالوسائل السلمية.
وثائق

يُلخص هذا التقرير التقدم المُحرز في تنفيذ قرار الجمعية العامة 65/283 المعنون "تعزيز دور الوساطة في تسوية المنازعات بالوسائل السلمية ومنع نشوبها وحلها"، في سياق الاتجاهات الرئيسية في مجال الوساطة. كما يُرفق بهذا التقرير، كملحقات، "إرشادات الوساطة الفعالة" و"آراء الدول الأعضاء".

يتناول هذا التقرير الفرص والتحديات التي تواجهها الأمم المتحدة وشركاؤها حاليا في ممارسة الدبلوماسية الوقائية في ظل المشهد السياسي والأمني المتغير.

يتناول هذا التقرير التحديات التي تواجهها الأمم المتحدة وشركاؤها في تقديم مساعدة احترافية في مجال الوساطة لأطراف النزاع. ويصف التقرير الحاجة إلى وسطاء وفرق دعم من ذوي الخبرة والمعرفة، مع تمثيل كافٍ للنساء، وموارد كافية لتقديم المساعدة في مرحلة مبكرة لمساعدة الأطراف على تصميم ومتابعة عمليات من شأنها معالجة الأسباب الجذرية لنزاعاتهم، وتذليل العقبات التي تعيق التقدم، والتوصل إلى اتفاقيات تؤدي إلى سلام مستدام.

ويعترف التقرير الحالي بالوساطة كأداة مهمة لمنع الصراعات وإدارتها وحلها؛ ويحلل خمسة عناصر من عناصر دعم الوساطة، ويقدم أمثلة على أنشطة الأمم المتحدة في إطار كل عنصر؛ ويحدد الوسائل التي يمكن من خلالها لكيانات منظومة الأمم المتحدة تنسيق دعمها لمبادرات الوساطة على مستويات مختلفة.

أُعِدَّ هذا التقرير عملاً بقرار مجلس الأمن رقم 2171 (2014). ويتناول التقرير تطور النزاعات المعاصرة ومجالات الوقاية في السنوات الأخيرة، ويُقدِّم لمحة عامة عن الجهود الجارية لتعزيز أدوات ومبادرات الأمم المتحدة للوقاية، مُسلِّطاً الضوء على التعاون مع المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية، كما يتناول التحديات والفرص الرئيسية للوقاية من النزاعات.

يصف هذا التقرير الجهود المبذولة لتعزيز التعاون والشراكة بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية لبناء قدرات الوساطة وتعميق الشراكات الاستراتيجية والعملياتية في تنفيذ جهود الوساطة. ويستعرض اتجاهات النزاعات والوساطة، ويسلط الضوء على أساسيات الوساطة الفعالة كأساس لجهود التعاون. ويصف التقرير تطور تجربة وقدرات الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية في مجال الوساطة، والتعاون الذي يُسهم في تطوير هذه القدرات. ويحدد نماذج مختلفة للتعاون، ويشدد على أهمية الاتساق والتنسيق والتكامل في جهود الوساطة، ويوصي ببذل المزيد من الجهود في عدة مجالات لتعزيز التعاون من أجل وساطة فعالة.

يتناول هذا التقرير التحديات التي تواجهها الأمم المتحدة وشركاؤها في تقديم مساعدة احترافية في مجال الوساطة لأطراف النزاع. ويصف التقرير الحاجة إلى وسطاء وفرق دعم من ذوي الخبرة والمعرفة، مع تمثيل كافٍ للنساء، وموارد كافية لتقديم المساعدة في مرحلة مبكرة لمساعدة الأطراف على تصميم ومتابعة عمليات من شأنها معالجة الأسباب الجذرية لنزاعاتهم، وتذليل العقبات التي تعيق التقدم، والتوصل إلى اتفاقيات تؤدي إلى سلام مستدام.